منتدى شباب الحصة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى شباب الحصة

كل ما تتمناة وأكثر


    البيه.. إخوانجي

    طاهر بدران
    طاهر بدران
    عضو
    عضو


    عدد الرسائل : 69
    العمر : 36
    البلد : حصة شبشير
    تاريخ التسجيل : 05/04/2008

    البيه.. إخوانجي Empty البيه.. إخوانجي

    مُساهمة من طرف طاهر بدران الأربعاء أبريل 16, 2008 8:02 am

    بالكثير من الكذب والكثير من الخداع والقليل من الفهم، حارب الكثيرون الفكرة الإخوانية منذ إعلانها وحتى الآن. لم يكن الذين يحاربون الفكرة الإخوانية على دراية كاملة بابعاد المساحة الفكرية التي يتحرك فيها الإخوان، ولا باحتمالات تطور الخط السياسي للمنهج الإخواني. البيه.. إخوانجي Mohammadalnajjar

    لقد عاملوا الإخوان على أنهم حركة متطرفة بعد أن كذبوا هذه الكذبة وصدقوها. لقد وجدوا أنه من الأيسر عليهم أن يفكروا على هذا النحو، هرباً من الحقيقة التي لا يحتملون مجرد التفكير فيها. الحقيقة الإخوانية الثابتة، وهي أن الفكر الإخواني لا يُنسب إلى الإخوان إلا على سبيل المجاز، ولأنهم أصبحوا وحدهم الذين يحملون راية العمل الإسلامي المنظم على الساحة المحلية والعالمية. إنه الفكر الإسلامي البسيط فهمه لدى البسطاء، والعميق بحره، البعيد قراره على من يريد سبر أغواره من الخاصة والعلماء. المنهج الرباني الذي جاء به النبي الأمي، حامل مشعل الحضارة إلى العالم. هذا الفكر خطورته الحقيقية في أنه يحول البسطاء إلى قادة وأعلام. إنها الوصفة السحرية للشخصية أياً كانت، وهي لم يتم طبخها في مطبخ الإخوان. فالإخوان متبعون وليسوا مبتدعون. متواضعون للمنهج الرباني وليسوا متكبرون. خاضعون للقانون الإسلامي وليسوا بمارقين ولا منفلتين. وبقدر بساطة الفكرة الإخوانية فقد لاقت وتلاقي حرباً ضروساً من الإحتلال الذاتي من بني جلدتنا، ومن الإحتلال اللوجيستي الداعم بالمال والسلاح والإعلام، من الخارج. " إنَّ الذينَ كََفَرُوا يُنْفِقُونَ أمْوالَهُمْ لِيصُدُّوا عَنْ سَبيلِ اللهِ فَسَيُنْفِقُونَها ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلََبُونْ والذينَ كَفَرُوا إلى جَهَنَّمَ يُحْشَرُون" (الأنفال36). هكذا يشير القرآن الكريم إلى الفشل الذريع الذي يحدق بمن يتحدى المنهج الرباني، وبانعكاس أثر جرائمه عليه. سنة الله في الأرض، ولن تجد لسنة الله تحويلاً.
    وتستعدي الفكرة الإخوانية حماة الضلال في الداخل والخارج استعداءا بينا واضحاً. وبقدر علو ِّ الفكرة الإسلامية وترفعها عن الخوض في أوحال الفكر الإنساني المريض للحضارة الغربية المضمحلة الزاهقة، بقدر ما يتفنن اعداؤها في الكيد لها، ويبذلون في سبيل ذلك أقصى ما يوسوس لهم به شيطانهم، حتى إذا أجمعوا أمرَهم بينهم، وتالفوا في ضربة رجلِ واحد، وغدو على حَردِ قادرين، أتاهم من الله مالم يكونوا يحتسبون. وخاب كيدهم الذي كانوا يكيدون. فقلد بشرنا التاريخ بأن أصحاب المبادئ والأفكار هم أقوى الفريقين، وأن أصحاب المبدأ الرباني على وجه الخصوص، هم المنصورون، ولا تكاد تلحق بهم خسارة إلا وتكون بادئة لمكسب هائل ونقلة نوعية تمسح أوزار التاريخ.
    ويبدوا استعداء الفكرة الإخوانية لأعدائها المحليين في الفقرة الرابعة من رسالة (أيها الشباب) للإمام حسن البنا اثابه الله، والتي يقول فيها: "ونريد بعد ذلك الحكومة المسلمة التي تقود هذا الشعب الى المسجد، وتحمل به الناس على هدى الإسلام من بعد كما حملتهم على ذلك بأصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم أبي بكر وعمرمن قبل. ونحن لهذا لا نعترف بأي نظام حكومي لا يرتكز على أساس الإسلام ولا يستمد منه، ولا نعترف بهذه الأحزاب السياسية، ولا بهذه الاشكال التقليدية التي أرغمنا أهل الكفر واعداء الإسلام على الحكم بها والعمل عليها، وسنعمل على إحياء نظام الحكم الإسلامى بكل مظاهره، وتكوين الحكومة الإسلامية على أساس هذا النظام.". فهي تنظر نحو تفعيل القانون الإسلامي وإعادة العمل به شريعة حياتية وليست أسفارا وقراطيس منها المخفي ومنها الظاهر كما هو الحال في اليهودية والمسيحية المحرفتين.
    وبهذا فالفكرة الإخوانية هي تمثيل عصري للقانون الإسلامي، لا يفرق عن المرجع التاريخي إلا كما يفرق التصوير الصوتمرئي الملون عن سلفه بالأبيض والأسود. فالصورة واحدة، تحمل كل علامات الإنقياد للقانون السماوي والدفقة الأخيرة للوحي الإلاهي، حيث يعمل الجهاد الفقهي (الإجتهاد) على تقريب فهم المعنى المعاصر للمفاهيم الكامنة في روح الإسلام، وتفسير القواعد الفقهية تفسيراً عصرياً، إتباعاً وليس ابتداعا.
    وحيث لا يجد المستغربون من الساسة والحكام مكاناً لهم في هذه المنظومة القائمة على العلم واجتناب الجهالة، وحيث لا توجد لديهم الرغبة في أن ينالوا طاعة المخلوق بطاعتهم للخالق، فهم يجدون من الفكرة الإخوانية خطراً داهماً يتعاونون مع الشيطان عليها، ويستفزز الشيطان منهم من استطاع، ويعدهم ويمنيهم، وما يعدهم الشيطان إلا غُروراً.
    ويكمن استعداء الفكرة الإخوانية لأعدائها العالميين في الفقرة الخامسة من الرسالة نفسها للإمام حسن البنا جزاه الله عنا خير الجزاء، حيث تنص على: "ونريد بعد ذلك ان نضم إلينا كل جزء من وطننا الإسلامى الذي فرقته السياسة الغربية وأضاعت وحدته المطامع الأوروبية. ونحن لهذا لا نعترف بهذه التقسيمات السياسية ولا نسلم بهذه الاتفاقات الدولية، التي تجعل من الوطن الإسلامي دويلات ضعيفة ممزقة يسهل ابتلاعها على الغاصبين، ولا نسكت على هضم حرية هذه الشعوب واستبداد غيرها بها. فمصر وسور ية والعراق والحجاز واليمن وطرابلس وتونس والجزائر ومراكش وكل شبر أرض فيه مسلم يقول: لا إله إلا الله ، كل ذلك وطننا الكبير الذي نسعى لتحريره وإنقاذه وخلاصه وضم أجزائه بعضها إلى بعض. ولئن كان الرايخ الألمانى يفرض نفسه حاميا لكل من يجري في عروقه دم الالمان، فإن العقيدة الاسلامية توجب على كل مسلم قوي أن يعتبرنفسه حاميأ لكل من تشربت نفسه تعاليم القرآن. فلا يجوز في عرف الإسلام أن يكون العامل العنصري أقوى في الرابطة من العامل الايماني. والعقيدة هى كل شىء في الإسلام، وهل الايمان إلا الحب والبغض؟". فها هي الفكرة الإخوانية تحتوي النطاق التاريخي للسجال بين الحق والباطل، وتجمع شتات العالم الإسلامي في بوتقة الخلافة جاهد الغرب قرونا من أجل القضاء عليها وتفتيتها. إن فترة الخمود التاريخية للمقرر الإسلامي بدأت بتفكيك الخلافة ويجب أن تنتهي بتجميعها. وما هذه المحاولات التغربيبية إلا نتاج دعم خارجي يرتجف من مجرد تصور عودة الخلافة الإسلامية، وأن يكون أمر مليارى إنسان معقوداً بقرار حاكمٍ واحدٍ يدعوا له المصلون في أقصى الأرض وأدناها والأئمة فوق المنابر. أن يكون هناك ذلك المسلم الذي تخضع له جباه الطغاة من الغرب الذين عتَو عتوا كبيرا. أن تعود للإسلام قوته، وينتهي عصر العمالة واستغلال ثروات الشعوب لصالح الكسالى من سكان القارة الأوربية ونصف القارة الأميركية. أن تصبح هناك عملة اقتصادية تحمل كل دواعي القوة والإستقرار بحيث تصبح العملات التي يقال لها بالصعبة مجرد عملات قزمية لا تلبث أن تندثر ليحمل العالم كله عملة التوحيد الذهبية، وليس عملة التدليس الورقية. أن يصبح المسلم قادرا على أن يضرب في الأرض حيث يشاء، دون أن تعوقه معوقات العالم المعاصر غير المشروعة. وأن ينعم بثروة أرض الإسلام كل المسلمين ولا تصبح مناطق الثروة حكرا على طائفة دون أخرى. لهذا كله، يناصب الغرب وقادة من العرب، العداء للفكرة الإخوانية، ويعتبرونها خطراً حقيقياً، ونعتبرها نحن حقاً مشروعاً وواجبا دينيا يستحق الجهاد.
    حينما تعرض عليك الفكرة الإخوانية، فلتعلم أن الطاعة المفروضة ليست لحامل الفكرة إليك، وإنما هي في الأساس، طاعة لله ورسوله. وما الإخوان إلا حملة رسالة، لا يرغمون الناس عليها، ولكنهم يطالبون بأن يكون قانون الله هو الحاكم، وليس قانون كسرى ولا قانون قيصر. ولتنزع عن سريرتك كل المخاوف والأوهام التي دأب الإعلام المضلل على غرسها في نفسك، وتصوير الإخوان بأنهم حركة ضبابية غامضة أو مجموعة من طالبي السلطة. فالتاريخ الإخواني لا يحمل إشارات للمراوغة ولا المراودة المصلحية. ودعوتهم منشورة في كل الكتب الإسلامية، حتى قبل أن ياتي الإمام البنا ليصيغ فقرات المنهج الإخواني الفريدة. فمرجعية الإمام هي المرجعية المشتركة لجماعة المسلمين. والتعامل مع الفكر الإخواني يتمتع بالشفافية التي يتمتع بها الفكر الإسلامي نفسه. ونحن لا نحتاج إلى دستور ولا استفتاء لنصل إلى عقد اجتماعي مع الإخوان إذ يحكمون، وما علينا إلا أن نتحاكم إلى كتاب الله وسنة رسوله، وليس إلى الجبت والطاغوت. هم ينادون بتطبيق شرع الله، وهو مادة متاحة في كتب الأئمة والفقهاء، بلا غموض أو مواربة.
    ونقول للمترددين والمتخوفين، لقد جربتم فكرا دخيلا غريبا عليكم وانتم لم تلتقوا بماركس ولا لينين ولا حتى آدم سميث ولا مالتس ولا هوبز. بل إن الكثيرين لا يعرفون حتى أسماء منظري تلك القوانين التي حكمتنا وتحكمنا منذ بداية القرن المنصرم. ولكنكم عرفتم الإخوان، وهم جزء من نسيج الأمة، ونتاج طبيعي لتطورها الفكري وانبعاثها الحضاري، ولا يحملون تحت إبطهم سوى كتب الشريعة الإسلامية، ولا يطالبون بفكرٍ يشذ عن معزوفة الفكر الإسلامي. ينتمون إلى نفس الدستور الذي لا يعارضه إلا جاحد، ولم ينتج فكرهم عن مخاض لتجربة الإنحراف والشذوذ كتلك الأفكار التي سمحنا لها أن تقضي فينا من دون الله.
    إن نجاح المغرضين في تشويه كل ما هو إسلامي نحمل جزءا كبيرا من إثمه، حيث تخلينا طائعين عن ثقافتنا الإسلامية الأصيلة، لدرجة أن وصل بنا الحال أن تصبح ثقافتنا محل خلاف، وأن يصبح تطبيق شرع الله أمرا محل جدال. لقد وقعنا في دائرة الخلاف والإختلاف، وسوء ظن المسلم بأخيه المسلم، فهل إلى خروجٍ من سبيل؟

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين مايو 20, 2024 1:30 am